مقدمة
وتظن سلمى أنني أبغي بها بدلا أراها في الضلال تهيم
وهل يصف الحبيب حبيبته بالضلال لماذا لا ؟ فالرسول صلى الله عليه وسلم وصفه الله { وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ فَهَدَىٰ }
و اخوة يوسف وصفوا اباهم في ضلال مبين رغم انه نبي
وفي قصة يعقوب عليه السلام مع أولاده سؤال لطالما سألت نفسي إياه كيف ان يعقوب احب يوسف اكثر من باقي الاخوة ويعقوب عليه السلام نبي وكيف ان اخوة يوسف قاموا بايذاء يوسف رغم انهم قال ليوسف واخيه احب الى ابينا منا فكيف تعرضوا ليوسف ولم يتعرضوا لاخيه بينامين ؟ كل هذه الأسئلة سوف نجيب عليها في حلقة اليوم ان شاء الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يوسف عليه السلام كان لديه اخ واحد من امه راحيل وابيه يعقوب وهو بنيامين ولديه عشرة اخوة من ابيه فقط وبذلك يكون مجموع اخوة يوسف عليه السلام احدى عشر اخ
وفي هذه الآية قال اخوة يوسف واخوه
التحرير والتنوير/ ابن عاشور
وأخو يوسف عليه السّلام أريد به (بنيامين) وإنّما خصّوه بالأخوة لأنّه كان شقيقه، أمهما (راحيل) بنت (لابان)، وكان بقية إخوته إخوة للأب،
خواطر محمد متولي الشعراوي
فالحق سبحانه يوضح: أن الحب والبغض انفعالات طبيعية؛ فأحبِبْ مَنْ شئتَ وأبغِضْ مَنْ شئتَ؛ ولكن إياك أن تظلم الناس لمن أحببت؛ أو تظلم مَنْ أبغضت. اقرأ قول الحق سبحانه:
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىۤ أَلاَّ تَعْدِلُواْ ٱعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ
فأحبب مَنْ شئتَ، وأبغض مَنْ شئتَ، ولكن لا تظلم بسبب الحب أو البغض
. وقد يقول قائل: ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
"لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه
" .
نقول: اقرأ ما جاء في نفس رواية الحديث؛ فقد قال عمر رضي الله عنه
بوضوحه وصراحته وجراءته؛ دون نفاق -: أحبك يا رسول الله عن مالي وعن ولدي أما عن نفسي؛ فلا، فكرر النبي صلى الله عليه وسلم قوله:
"لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه
".
ففطِنَ عمر رضي الله عنه إلى أن الأمر هو التزام عقديٌّ وتكليفي؛ وفَهِم أنَ
المطلوب هو حُبُّ العقل؛ لا حب العاطفة
. وحب العقل - كما نعلم - هو أن تُبصر
الأمر النافع وتفعله؛ مثلما تأخذ الدواء المُرَّ؛ وأنت تفعل ذلك بحبٍّ عقلي
رغبةً منك في أن يأذن الحق بالشفاء
؛. والمسلم يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعقله؛ لأنه يعلم أنه لولا مجيء رسول الله لما عرف حلاوة الإيمان،
وقد يتسامى المسلم في حُبِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن يصير حب الرسول في قلبه حباً عاطفياً.
وهكذا نرى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد أوضح لنا الخطوط الفاصلة بين مباديء الحب العقلي والحب العاطفي.
والمثال الآخر من سيرة عمر رضي الله
عنه في نفس المسألة؛ حب العقل وحب العاطفة؛ حين مَرَّ عليه قاتل أخيه؛ فقال واحد ممَّنْ يجلسون معه: هذا قاتل أخيك. فقال عمر: وماذا أفعل به وقد هداه الله للإسلام؟ وصرف عمر وجهه بعيداً عن قاتل أخيه؛ فجاء القاتل إليه قائلاً: لماذا تزوي وجهك عني؟ قال عمر: لأنِّي لا أحبك، فأنت قاتل أخي. فقال الرجل: أو يمنعني عدم حبك لي من أيِّ حق من حقوقي؟ قال عمر: لا.
فقال الرجل: "لك أن تحب مَنْ تريد، وتكره مَنْ تريد، ولا يبكي على الحب إلا النساء".
وكان على إخوة يوسف أن ينتبهوا إلى حب والدهم ليوسف وأخيه هو
انفعال طبيعي لا يُؤاخَذُ به الأب؛ لأن ظروف الولدين حتمت عليه أن يحبهم مثل هذا الحب.
بعد ذلك قالوا ونحن عصبة
روح المعاني/ الالوسي
قيل: الثلاثة نفر وإذا زادوا فهم رهط إلى التسعة فإذا زادوا فهم عصبة، ولا يقال لأقل من عشرة عصبة،
إِنَّ أَبَانَا} أي في ترجيحهما علينا في المحبة مع فضلنا عليهما وكونهما بمعزل عن كفاية الأمور {لَفِي ضَلَـٰلٍ} أي خطأ في الرأي وذهاب عن طريق التعديل اللائق من تنزيل كل منا منزلته {مُّبِينٌ} ظاهر الحال
.
أضواء البيان في تفسير القرآن/ الشنقيطي
الظاهر أن مراد أولاد يعقوب بهذا الضلال الذي وصفوا به أباهم - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام في هذه الآية الكريمة - إنما هو الذهاب عن علم حقيقة الأمر كما ينبغي. ويدل لهذا ورود الضلال بهذا المعنى في القرآن وفي كلام العرب. فمنه بهذا المعنى قوله تعالى عنهم مخاطبين أباهم:
{ قَالُواْ تَٱللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ ٱلْقَدِيمِ }
[يوسف: 95] وقوله تعالى في نبينا صلى الله عليه وسلم:
{ وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ فَهَدَىٰ }
[الضحى: 7] أي لست عالماً بهذه العلوم التي لا تعرف إلا بالوحي، فهداك إليها وعلمكها بما أوحي إليك من هذا القرآن العظيم. ومنه بهذا المعنى
قول الشاعر:
وتظن سلمى أنني أبغي بها بدلا أراها في الضلال تهيم
يعني: أنها غير عالمة بالحقيقة في ظنها أنه يبغي بها بدلاً وهو لا يبغي بها بدلاً. وليس المراد أولاد يعقوب الضلال في الدين، إذ لو أرادوا ذلك لكانوا كفاراً، وإنما مرادهم أن اباهم في زعمهم في ذهاب عن إدراك الحقيقة، وإنزال الأمر منزلته اللائقة به، حيث آثر اثنين على عشرة، مع أن العشرة أكثر نفعاً له، وأقدر على القيام بشؤونه وتدبير أموره. واعلم أن الضلال أطلق في القرآن إطلاقين آخرين: أحدهما - الضلال في الدين، أي الذهاب عن طريق الحق التي جاءت بها الرسل صلوات الله عليهم وسلامه. وهذا أشهر معانيه في القرآن. ومنه بهذا المعنى
{ غَيْرِ ٱلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلاَ ٱلضَّآلِّينَ }
[الفاتحة: 7] وقوله:
{ وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ ٱلأَوَّلِينَ }
[الصافات: 71]، وقوله:
{ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً }
[يس: 62] إلى غير ذلك من الآيات.
الثاني - إطلاق الضلال بمعنى الهلاك والغيبة, من قول العرب: ضل السمن في الطعام، إذا غاب فيه وهلك فيه، ولذلك تسمي العرب الدفن إضلالاً. لأنه تغيب في الأرض يؤول إلى استهلاك عظام الميت فيها، لأنها تصير رميماً وتمتزج بالأرض. ومنه بهذا المعنى قولهتعالى:
{ وَقَالُوۤاْ أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي ٱلأَرْضِ }
[السجدة: 10] الآية. ومن إطلاق الضلال على الغيبة قولهتعالى:
{ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }
[الأعراف: 53] أي غاب واضمحل.
Ещё видео!