ذكرى زواج الرسول من السيدة خديجة ( ع ) ( ١٠ ربيع الأول ) .. هالليلة محلاها بصوت الرادود صالح المؤمن
فضلا وليس أمرا اشترك في القناة لتساهم في رفع صوت أهل البيت عاليا ولك الأجر والثواب
مقدّمة :
لا بدّ للنبي ( ص ) من الاقتران بامرأة تتناسب مع عظمة شخصيّته ، وتتجاوب مع أهدافه السامية ، ولم يكن في دنيا النبيّ محمّد( ص ) امرأة تصلح لذلك غير السيّدة خديجة( ع ) ، لما ينتظرها من جهاد ، وبذل ، وصبر .
وشاءت حكمة الله تعالى أن يتجه قلب خديجة نحو النبي( ص )، وأن تتعلّق بشخصيّته وتطلب منه أن يقترن بها، فيقبل النبي ( ص ) بذلك ، ويتمّ الزواج منها في العاشر من ربيع الأول قبل بعثته ( ص ) بخمسة عشر عاماً .
صفات الزوجين :
كانت( ع ) من خيرة نساء قريش ، وأكثر نسائهم مالاً ، وأجملهم حسناً ، وكانت تُدعى في العصر الجاهلي بـ ( الطاهرة ) و ( سيدة قريش ) .
وقد خطبها أكابر قريش وبذلوا الأموال لذلك ، ومنهم : عقبة بن أبي معيط ، والصلت بن أبي يهاب ، وأبو جهل ، وأبو سفيان ، فرفضتهم كاملاً وأبدت رغبتها بالاقتران بالنبي ( ص ) ، لما عرفت عنه من النبل ، وسموّ نسب ، وشرف وعفّة ، وأخلاق لا تُضاهى ، وصفات كريمة فائقة .
بداية العلاقة :
كانت( ع ) ذات تجارة وأموال ، وقد سمعت وعلمت عن خُلق النبي ( ص ) السامي وأمانته وشرفه البالغ ، حيث كان يُسمّى في الجاهلية بـ ( الصادق الأمين ) ، فتمنّت أن يكون النبي ( ص ) أحد مَن يتّجر لها بأموالها الطائلة ، لأمانته المشهودة وخُلقه الرفيع .
فبادرت بإرسال مَن يرغّبه بالعمل في تجارتها والطلب إليها بالعمل ، فرفض النبي ( ص ) الطلب منها ، فأرسلت هي طالبة منه العمل في تجارتها ، فوافق ( ص ) .
فكان النبي ( ص ) مضارباً بأموالها وتجارتها ، أو مشاركاً لها في ذلك ، حيث إنّه ( ص ) ما استؤجر بشيء، ولا كان أجيراً لأحد .
فكرة الزواج :
عند عودة النبي ( ص ) من الشام في تجارته الأُولى لخديجة ومعه ميسرة ـ غلام خديجة ـ وقد ربحوا أضعافاً مضاعفة عمّا كان من قبل من أرباح ، سرّت خديجة بذلك أيّما سرور ، وزاد عطفها فيها شوقاً له ( ص ) ما سمعت من ميسرة غلامها من أخلاقه وصفاته وفراسته ونبله ، فازدادت معزّة النبي ومحبّته في نفسها ، وأخذت تحدّث نفسها بالزواج منه قبل بعثته .
خطبة السيّدة خديجة ( ع ) :
قال الإمام جعفر الصادق ( ع ) : « لمّا أراد رسول الله ( ص ) أن يتزوّج خديجة بنت خويلد ، أقبل أبو طالب في أهل بيته ومعه نفر من قريش ، حتّى دخل على ورقة بن نوفل عمّ خديجة ، فابتدأ أبو طالب بالكلام فقال : الحمد لربّ هذا البيت ، الذي جعلنا من زرع إبراهيم وذرّية إسماعيل ، وأنزلنا حرماً آمناً ، وجعلنا الحكّام على الناس ، وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه .
ثمّ إنّ ابن أخي هذا ـ يعني رسول الله ( ص ) ـ ممّن لا يُوزن برجلٍ من قريش إلّا رجح به ، ولا يُقاس به رجل إلّا عظم عنه ، ولا عدل له في الخلق ، وإن كان مقلاًّ في المال فإنّ المال رِفدٌ جارٍ ، وظلٌّ زائل ، وله في خديجة رغبة ولها فيه رغبة ، وقد جئناك لنخطبها إليك برضاها وأمرها ، والمهر عليَّ في مالي الذي سألتموه عاجله وآجله ، وله ـ وربّ هذا البيت ـ حظّ عظيم ، ودِين شائع ، ورأي كامل .
ثمّ سكت أبو طالب ، وتكلّم عمّها وتلجلج ، وقصر عن جواب أبي طالب ، وأدركه القطع والبهر ، وكان رجلاً من القسّيسين ، فقالت خديجة مبتدئة : يا عمّاه ، إنّك وإن كنت أولى بنفسي منّي في الشهود ، فلستَ أولى بي من نفسي ، قد زوّجتك يا محمّد نفسي ، والمهر عليّ في مالي ، فأمر عمّك فلينحر ناقة فليولم بها ، وادخل على أهلك .
الزوجة الباكرة :
قيل : إنّه ( ص ) لم يتزوّج بكراً غير عائشة ، وأمّا خديجة ، فيقولون : إنّها قد تزوّجت قبله ( ص ) برجلين ، ولها منهما بعض الأولاد ، وهما عتيق بن عائذ بن عبد الله المخزومي ، وأبو هالة التميمي . أمّا نحن فنقول : إنّنا نشكّ في دعواهم تلك ، ونحتمل جداً أن يكون كثير ممّا يُقال في هذا الموضوع قد صنعته يد السياسة .
فالسيّدة خديجة ( ع ) لم تتزوّج بأحدٍ قبل النبي ( ص ) ؟! وذلك :
أوّلاً : قال ابن شهرآشوب : « وروى أحمد البلاذري ، وأبو القاسم الكوفي في كتابيهما ، والمرتضى في الشافي ، وأبو جعفر في التلخيص : أنّ النبي ( ص ) تزوّج بها ، وكانت عذراء » .
ثانياً : قال أبو القاسم الكوفي : « إنّ الإجماع من الخاص والعام ، من أهل الآثار ونقلة الأخبار ، على أنّه لم يبق من أشراف قريش ومن ساداتهم وذوي النجدة منهم ، إلّا من خطب خديجة ورام تزويجها ، فامتنعت على جميعهم من ذلك ، فلمّا تزوّجها رسول الله ( ص ) غضب عليها نساء قريش وهجرنها ، وقلن لها : خطبك أشراف قريش وأمراؤهم فلم تتزوّجي أحداً منهم ، وتزوّجت محمّداً يتيم أبي طالب فقيراً لا مال له ؟!
فكيف يجوز في نظر أهل الفهم أن تكون خديجة، يتزوّجها أعرابي من تميم، وتمتنع من سادات قريش وأشرافها على ما وصفناه ؟! ألا يعلم ذوو التمييز والنظر أنّه من أبين المحال ، وأفظع المقال » ؟!
ثالثاً : كيف لم يعيّرها زعماء قريش ـ الذين خطبوها فردّتهم ـ بزواجها من أعرابي بوّال على عقبيه ؟!
رابعاً : لقد روي أنّه كانت لخديجة أُخت اسمها هالة ، تزوّجها رجل مخزومي ، فولدت له بنتاً اسمها هالة ، ثمّ خلف عليها ـ أي على هالة الأُولى ـ رجل تميمي يُقال له : أبو هند ، فأولدها ولداً اسمه هند .
وكان لهذا التميمي امرأة أُخرى قد ولدت له زينب ورقية ، فماتت ، ومات التميمي ، فلحق ولده هند بقومه ، وبقيت هالة أُخت خديجة والطفلتان اللتان من التميمي وزوجته الأُخرى ، فضمّتهم خديجة إليها ، وبعد أن تزوّجت بالنبي ( ص ) ماتت هالة ، فبقيت الطفلتان في حجر خديجة والنبي ( ص ) .
وكان العرب يزعمون : أنّ الربيبة بنت ، ولأجل ذلك نُسبتا إليه ( ص ) ، مع أنّهما ابنتا أبي هند زوج أُختها .
تاريخ الزواج :
۱۰ ربيع الأول ۱۵ عاماً قبل البعثة .
ذكرى زواج الرسول الأعظم من السيدة خديجة ( ع )
هالليلة محلاها بصوت الرادود صالح المؤمن
مناسبات شهر ربيع الأول
أحداث شهر ربيع الأول
مناسبات وأحداث شهر ربيع الأول
Ещё видео!