في التاسع عشر من يناير عام 2023، بلغت الولايات المتحدة سقف الدين الذي حدده الكونجرس الأمريكي عند 31.4 تريليون دولار ما يعادل 130% من الناتج المحلي الإجمالي، ونسبة 11% من حجم الدين العالمي البالغ 303 تريليونات دولار.
ببساطة، سقف الديون هو إجراء قانوني وضعه الكونجرس الأمريكي للمرة الأولى عام 1917..
وبموجبه يحدد الكونجرس أكبر مبلغ مسموح للولايات المتحدة استدانته للإنفاق على استمرار تقديم الخدمات الحكومية مثل تمويل مزايا الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية، ودفع رواتب العسكريين بالإضافة إلى مدفوعات أخرى.
وعند الاقتراب من سقف الدين، يتعين على الكونجرس التصويت مجددا على رفع ذلك السقف.
وفي معظم السنوات، يتجاوز حجم إنفاق الحكومة الفيدرالية في الولايات المتحدة مجموع إيراداتها، لذلك يتعين على الحكومة اقتراض الأموال لتغطية النقص عن طريق إصدار السندات.
ومنذ عام 1960، تعرض سقف الديون للرفع 79 مرة.
لكن ما هو سيناريو التخلف عن سداد الديون؟
لو حدث وتخلفت الولايات المتحدة صاحبة أكبر اقتصاد في العالم بلغ حجمه 25.035 تريليون دولار في عام 2022 عن سداد ديونها، فسوف تكون سابقة تاريخية.
بعد وصول ديون الحكومة الأمريكية إلى الحد الأقصى الحالي وفشل الكونجرس في رفع السقف، فإن الحكومة ستضطر لتحديد أولويات الإنفاق على مزايا مثل نفقات الضمان الاجتماعي ورواتب موظفي الحكومة ورواتب الجيش ومدفوعات الفوائد.
وسوف تعاني العديد من الأعمال الصغيرة والمتوسطة التي تعتمد على قروض حكومية، وبالتبعية سوف تغلق الكثير من الشركات أبوابها.
كما أن الحكومة الأمريكية لن تكون قادرة على اقتراض الأموال للسداد، بمعنى أنها لن تستطيع إصدار سندات جديدة لتمويل العجز في الموازنة والذي ارتفع في الفترة بين أكتوبر وديسمبر 2022 إلى 421 مليار دولار.
تحت هذا السيناريو، فإن الاقتصاد الأمريكي سيعاني من زيادة كبيرة في الفائدة على السندات وستعاني أسواق المال الأمريكية والعالمية من خسائر فادحة، وأيضا سيقع الاقتصاد الأمريكي في فخ الركود.
هنا، لن تتمكن أمريكا من تسديد فواتيرها في الفترة المستحقة، عندئذ ستخفض وكالات التصنيف الائتماني تصنيفها دوليا.
وستفقد الأسواق الأمريكية الموثوقية الدولية، وسيهبط مؤشر الدولار..
أيضا سيكلف هذا السيناريو الاقتصاد الأمريكي فقدان 6 ملايين وظيفة وسيمحي ما يصل إلى 15 تريليون دولار من ثروات الأسر، وسيرفع معدل البطالة من 5% حاليا إلى حوالي 9%.
ولا يحتاج الأمر لعناء التفكير لمعرفة أنه حال تعرض الاقتصاد الأمريكي للركود، فسوف يسمع صداه في شكل أزمة ربما يعاني منها العالم أجمع.
#أرقام_التعليمية
