هذا ملخص مختصر لكتاب (هكذا عاشوا مع القرآن قصص ومواقف) للدكتورة أسماء بنت راشد الرويشد، حيث جمعت فيه الكاتبة قصصا ومواقف لتدبر النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن، وكذلك تدبر من بعده من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان من سلف هذه الأمة، كما أوردت فيه قصصا لتأثر بعض المعاصرين بالقرآن، وتدبرهم له، وجَعَلَتْ بيت يدي ذلك مدخلا تحدثت فيه عن معنى تدبر القرآن، وأهميته، وأسباب تحصيله، وختمت الكتاب بملحق أوردت فيه أقوالا لمشاهير عن القرآن الكريم.
☄بدأت الكاتبة بتعريف تدبر القرآن الكريم فقالت: هو التفكر والتأمل في كلام الله لأجل فهمه، وإدراك معانيه وحكمه، والمراد منه.
☄ثم ذكرت بعد استعراض لآيات كتاب الله سبحانه وتعالى عِدَّةَ علامات تدُلُّ على حصول حقيقة التدبر؛ منها:
🍁 اجتماع القلب والفكر عند قراءته.
🍁فيض العين من خشية الله.
🍁زيادة الخشوع.
🍁السجود تعظيما لله.
🍁زيادة الإيمان؛ مع الفرح والاستبشار به.
🍁وَجَلُ القلب خوفا من الله تعالى.
☄ثم تكلمت عن فضل التدبر وأهميته، فقالت: التدبر مفتاح الفهم لكلام الله، يقول الإمام الزركشي في البرهان: تُكْرَه قراءة القران بلا تدبر، وعليه محل حديث عبد الله بن عمرو: لا يفقه من قرا القرآن في أقل من ثلاث...... ذمَّهم بإحْكَام ألفاظه وتَرْك التفهم لمعانيه.
وثبت عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رجلا قال له: إني لأقرأ المفصَّل في ركعة، فقال عبد الله: هذّا كهذِّ الشعر؟ إن أقواما يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، ولكن إذا وقع في القلب فَرَسَخَ فيه نفع.
❄وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: لا تنثروه نثر الدَّقْلِ، و لا تهذّوه هذَّ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحرِّكوا به القلوب، ولا يكن هَمُّ أحدكم آخر السورة.
❄ومعلوم أن قارئ القرآن يُحدِّث ربَّه تعالى ويناجيه، فَلْيَعِ ما يناجي به.
☄ قال العلماء: والترتيل مستحب للتدبر ولغيره، قالوا: يستحب الترتيل للأعجمي الذي لا يفهم معناه؛ لأن ذلك أقرب إلى التوقير والاحترام، وأشد تأثيرا في القلب.
و التلاوة الحقيقية - كما قال ابن القيم رحمه الله-: هي تلاوة اللفظ والمعنى معا،..... وتلاوة المعنى أشرف من مجرد تلاوة اللفظ، وأهلها هم أهل القرآن الذين لهم الثناء في الدنيا والآخرة، فإنهم أهل تلاوة ومتابعة حقا.
☄الفرق بين التدبر والتفسير:
هناك من يفهم التدبر للقرآن الكريم على أنه تفسير له فحسب، بينما التدبر هو ثمرة فهم القرآن وتفسيره، والذي ينبغي على أهل التدبر والتأمل في كلام الله أن يستعينوا بأقوال أهل العلم في تفسير كتاب الله ليكون تدبرهم وفهمهم مُتَّسِقا تماما مع مراد الله من كلامه.
🌼 التفسير والتأويل من اختصاص أهل العلم، أما التدبر فقد خاطب الله به العباد، وقال: (ولقد يسرنا القران للذكر فهل من مدكر)، وقال: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته)، وقال: (أفلا يتدبرون القرآن).
☄ثمرات القرآن الكريم وفوائده:
إن من يتدبرُ القرآن الكريم حقَّ تدبره؛ يحصِّل من المنافع والمصالح الدنيوية والأخروية ما لا يعلمه إلا الله، ومن أعظم ثمرات التدبر وفوائده أن يكون مظنَّة ما يلي:
🍁 حصول الثبات على دين الله. 🍁تحقيق صحة الأعمال ثم قبولها.
🍁حصول اليقين الدافع للعمل. 🍁حصول التذكرة الجالبة للمنفعة العاجلة والآجلة.
وفوائد التدبر وثماره أكثر من ذلك، وقد ذكر ابن القيم رحمه الله فوائد كثيرة جدا للتدبر، وكذلك العلامة السعدي ذكر منها:
🌸أن التدبر مفتاح للعلوم والمعارف.
🌸وبه يُستنتجُ كل خير.
🌸وبه يزداد الإيمان في القلب وترسخ شجرته.
🌸ويعرِّف الطريق الموصلة إلى الله جل في علاه.
☄ثم ذكرت المؤلفة قاعدة جليلة لابن القيم رحمه الله في الانتفاع بالقرآن، حيث يقول: إذا أردت الانتفاع بالقرآن؛ فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه، وألْقِ سمعك واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه؛ فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله، قال تعالى: (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد).
☄أيهما أفضل وأثوب: التلاوة بمرتبة التحقيق مع قلة مقدار ما يُتلى، أم التلاوة بمرتبة الحدر السريعة لتحصيل كثرة عدد الأحرف؟
أجاب عن ذلك ابن القيم رحمه الله فقال: إن ثواب قراءة الترتيل والتدبر أجلُّ وأرفع قدرا، وثواب كثرة القراءة أكثر عددا، فالأول كمن تصدق بجوهرة عظيمة، أو اعتق عبدا قيمته نفيسة، والثاني كمن تصدق بعددٍ كثيرٍ من الدراهم، أو أعتق عددا من العبيد قيمتهم رخيصة.
وقد أحسن الإمام النووي - رحمه الله- في حسم ذلك فقال: والاختيار أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص، فمن كان من أهل الفهم وتدقيق الفكر؛ استُحبَّ له أن يقتصر على القدر الذي لا يختلُّ به المقصود من التدبر واستخراج المعاني، وكذا من كان له شغل بالعلم وغيره من مهمات الدين و مصالح المسلمين العامة؛ يستحب له أن يقتصر منه على القدر الذي لا يُخل بما هو فيه، ومن لم يكن كذلك فالأولى له الاستكثار ما أمكنه من غير خروج إلى الملل، و لا يقرؤه هذرمة.
☄من هو صاحب القرآن؟
يقول ابن القيم رحمه الله: صاحب القرآن هو العالم به، العامل بما فيه، وإن لم يحفظه عن ظهر قلب، وأما من حفظه ولم يفهمه ولم يعمل به فليس من أهله وإن أقام حروفه إقامة السهم.
☄بعض المعالم المهمة التي تساعد على تدبر القرآن الكريم:
🌼أن يكون التدبر هو الأصل عند القارئ.
🌼الاستعداد للتلاوة ومراعاة آدابه.
🌼استحضار أهمية الفهم والتدبر.
🌼العكوف على قراءة القرآن مع التأمل و النظر والتفكر في آياته.
🌼الرجوع إلى كتب التفاسير المعتمدة.
🌼معرفه أسباب النزول.
🌼تكرار الآيات - خصوصا التي تلمس واقع القارئ- حتى يجد أثرها في قلبه.
🌼القراءة في الكتب المتخصصة في التدبر.
🌼تخلية النفس من صوارف القلب عن التدبر.
Ещё видео!