في إحدى القرى القديمة في الخليج، وتحديدًا في منطقة نائية اشتهرت بحكايات الجن والأساطير، كان هناك منزل مهجور يتحدث عنه الجميع. يُقال إنه منذ عقود، كان هذا المنزل مأهولًا بعائلة كبيرة، لكن فجأة تركوه ورحلوا دون أن يأخذوا شيئًا معهم، وتردد لاحقًا أن السبب هو ظهور "جني" يسكن المكان.
كان هناك رجل يدعى أبو سعيد، وهو شيخ كبير في السن عاش في القرية طوال حياته. كان معروفًا بشجاعته وحكمته، وقد حكى القصة بنفسه ذات مرة لأحد أبناء القرية. قال إنه قبل سنوات، طلب منه رجل غريب المساعدة. كان هذا الرجل قد اشترى المنزل المهجور بسعر زهيد دون أن يعلم بحكاياته، لكنه بدأ يلاحظ أمورًا غريبة تحدث كل ليلة. أصوات غريبة تأتي من الجدران، أشياء تتحرك من تلقاء نفسها، وحتى روائح غريبة تظهر فجأة وتختفي.
ذهب أبو سعيد مع الرجل في ليلة مظلمة. كان يحمل في يده مصحفًا ويقرأ آيات من القرآن باستمرار. عندما دخلا المنزل، كان الجو خانقًا بشكل لا يصدق، وكأن الهواء ثقيل. بدأ أبو سعيد يقرأ بصوت مرتفع، وفجأة سمعا صوتًا غريبًا يشبه الصراخ يأتي من الطابق العلوي. قال الرجل بخوف: "هذا ما كنت أسمعه كل ليلة".
صعد أبو سعيد إلى الطابق العلوي، واستمر في قراءة القرآن. وفي إحدى الغرف وجد مرآة قديمة كبيرة. قال الرجل إنها كانت موجودة منذ اشترى المنزل ولم يستطع نقلها بسبب ثقلها. عندما اقترب منها أبو سعيد، شعر ببرودة شديدة، وبدأ يرى أشكالًا غامضة تظهر في انعكاس المرآة.
أبو سعيد رفع صوته بالقراءة وقال بصوت حازم: "اخرجوا من هنا، هذا منزل بني آدم وليس لكم مكان فيه". فجأة اهتزت المرآة بعنف وكأنها على وشك الانكسار، وظهر صوت عميق يقول: "لقد تدخلت فيما لا يعنيك". لكن أبو سعيد لم يتوقف عن القراءة، واستمر حتى انبعث ضوء قوي من المرآة، وسكن المكان تمامًا.
في الصباح، غادر أبو سعيد المنزل وأوصى الرجل بإزالة المرآة ودفنها بعيدًا عن القرية. منذ ذلك الحين، هدأ المنزل ولم تُسمع فيه أي أصوات غريبة. لكن أهل القرية ما زالوا يروون هذه الحكاية، ويحذرون أي شخص من العبث بالأماكن المهجورة أو الأشياء الغريبة فيها.
Ещё видео!