في المعابد المصرية القديمة وتحديدا معبد الكرنك، منقوش على الجدران أفراد بيتدربوا على القتال بعصيان من نبات البردي، ويقال إن العصيان دى كان إسمها "نبا" في اللغة الهيروغليفة القديمة، واللى كان معناها عامود من الخشب أو البردى ... و هى دى بقى بداية قصة "النبوت!"
مع مرور الزمن إتطور شكل النبوت من عصاية مصنوعة من نبات البردى، لشومة من الخشب القوى ومتطرزة بدبابيس من الحديد، عشان تبقى أقومو شكلها يخوف أكثر...
المؤرخ "عبد الرحمن الجبرت" بيقول فى كتابه "عجائب اثار في التراجم والاخبار"، إن في أواخر القرن ال 18 وبدايات القرن ال19، الفتونة كانت بتحمى الناس من الظلم وفرض الاتاوات، زى اللى حصل مع عمال الامير "عثمان بك البرديسي"، اللى كان معروف بولائه للفرنسيين، لما راحوا لحي باب الشعرية عشان يلموا الاتاوات، والستات خرجتلهم وضربوهم بالمقشات، وهما بيهتفوا "إيش تاخد من تفليسي يا بردیسی" .. و خرجوا فتوات منطقة "الحسينية"، وقرروا يحموا أهالى الحى ويقفوا ضد رجالة البرديسي!
و في القرن الـ 19 وبالتحديد في عهد محمد على باشا"، القاهرة إنقسمتل "أثمان" أو أحياء، زي الموسكى والجمالية و الدرب الاحمر وأحياء ثانية، وكل تمن فيهم كان متقسمل "شياخات"، والشياخات إنقسمتل "حواري"، وكل حارة كان ليها قائد بيحميها و إسمه الفتوة، معروف عنه الشهامة والجدعنة، بيدافع عن الضعيف والحق ودايما في إيده نبوته...
أبطال الفتونة ماكانش دورهم بس إنهم ينصروا الضعيف وتجيبوا حقوق الغلابة، ده كان ليهم كمان أدوار سياسية، خصوصا وقت الاحتلال الفرنسي تحت قيادة نابليون بونابارت" ، وفي الوقت ده الفتوات كان بيشاركوا في المقاومة الشعبية، وبيشتبكوا مع الفرنسيينو يدافعوا عن الاهالى .. عشان كده نابليون وزع منشورات على الناس بيوصف فيها الفتواتب "الحشاشين البطالين" ، وحاول يغريهم بالفلوس والجنسيات الاجنبية عشان يبعدهم عن المقاومة ويكسبهمف صفة أو يبعدهم عنه، لكن القنوات كانوا محافظين على مبادئهمو وقوفهم فى صف الحق .
ده غير إن الفتونة ماكانتش بس للرجالة، وكان في قنوات ستات ليهم هيبة وينتهزلهم شنبات، أشهرهم كانت الست "عزيزة الفحلة"، اللى كانت من أول الستات اللى مارسوا الفتونة وأخذوا لقب الفتوة في القرن العشرين، وكانت معروفة بدورها الكبيرة وقوفها ضد الجنود الانجليز، اللى كانوا بيتحرشوا بالستات وكانت بتنصبلهم كماين وتضربهم هي وكل الرجالة اللى تحت إيدها.
ومتهم كمان الست "أم" شكرية" فتوة بورسعيد اللى كانت واهبة نفسها لمساعدة الستات الغلابة من إهانات إجوازهم، وأى صاحب بيت بيفتري على السكان، وبعد العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956، أم شكرية سابت الفتونة وإشترت بكل فلوسها أسحلة، عشان تساعد في المقاومة الشعبية ضد الاحتلال، وفى النهاية ماتت بضرية من جندي إسرائيلي، وهي في أول صفوف المقاومة الشعبية!
ومع بداية القرن ال20 المماليك جرموا إستخدام النيوت فى الخناقات وقرروا مصادرة أي نبوت والحكم عليه بالاعدام في مخازن بولاق بإشراف من قسم الشرطة، باستثناء نبوت العمد ومشايخ البلد، والموظفين العموميين وأعضاء مجلس شورى القوانين.
سنة 1936 تحديدا في 22 مايو، رئيس الوزراء "النحاس باشا" أصدر قرار إلغاء نظام الفتونة ف مصر، وده بعد جريمة قتل الرقاصة "إمتثال فوزى" صاحبة كازينو "البسفور".. اللى لقوا جثتها مقتولة ومغروزف رقبتها طرف إزازة مكسورة .. الحادثة إتشهرت وقتها وإتكتب عنهاف صحف كتير، وبعد التحقيق إكتشفت الشرطة إن اللى قتلها إسمه "كمال الحريري"، بتحريض من الفتوة فؤاد الشامي"، اللى كان فارض عليها أتاوة 50 جنيه في الشهر، لكنها رفضت تدفعو كمان هددته إنها ها تبلغ البوليس، فقتلها وإتحكم عليه هو اللى نفذ الجريمة بالسجن 20 سنة.
أي حد قلبه جامد يقدر يكون فتوة، بس إختيار جانب إستخدام الفتونة ده يرجع للفتوة نفسه، وأصلهو ضمیره با يختار الناس تحبه وتلجأله وقت الظلم، يا يكرهوه ويدعوا عليه برضو وقت الظلم.
ورغم إن الفتونة تقريبا إنتهت بس القصص والحكايات لسه بتتنقل عنها من جيل جيل. ، وكتاب كثير قرروا يكتبوا عنها، وأشهرهم الاديب الراحل "نجيب محفوظ" ، اللى حكى عن عصر الفتونة في أكثر من رواية زى أولاد حارتنا و الحرافيشو الشيطان بعظ"، ده غير أعمال فنية تانية كان آخرها مسلسل الفتوة اللى اتعرض في رمضان سنة 2020.
لكن مع الوقت بدأت الفتونة تبقى وسيلة للشر بدل الخير، وكل واحد عايز يفرد عضلاته على الناس بيقول
على نفسه فتوة .. وعلى رأى الفنان "توفيق الدفن" في فيلم "الشيطان يعظ "هو جرا إيه للدنيا.. الناس كلها بقت فتوات أمال مين اللى ها ينضرب
00:00 يعني ايه النبوت؟
01:00 فتوات مصر القديمة
02:00 أشهر الفتوات الستات في القاهرة
03:00 متى تم الغاء نظام الفتونة في مصر
#الفتونة
#النبوت
#بالورق_والمصادر
#فيديولوجي
Ещё видео!