أهلاً بكم في قناة سينما الصعيد. معكم عاطف الشريف، واليوم نقدم لكم تقريراً فنياً مشوقاً عن أحد أبرز الأفلام في تاريخ السينما المصرية، فيلم "الحرام" الذي أبدع في تصوير معاناة الفقراء وأحلامهم المكسورة. تابعونا لتتعرفوا على التفاصيل المثيرة لهذا العمل الفني الخالد
"الحرام"
فيلمٌ دراميٌّ مصريٌّ عُرِضَ لأول مرة في الثالث من مارس عام 1965، ويُعَدُّ واحدًا من أهم الأفلام التي عالجت القضايا الاجتماعية في مصر. الفيلم مأخوذ عن قصة قصيرة للأديب الكبير يوسف إدريس، وكتب السيناريو والحوار سعد الدين وهبة، بينما أخرجه المبدع هنري بركات، الذي استطاع أن ينقل ببراعة أوجاع الشخصيات وعمقها الإنساني.
تدور أحداث الفيلم في إحدى قرى دلتا مصر خلال خمسينيات القرن الماضي، حيث تعيش "عزيزة" وزوجها "عبد الله"، وهما من عمال التراحيل الذين يقتاتون بالكاد من عملهم الشاق في الحقول. "عبد الله" يعاني مرض البلهارسيا الذي أقعده عن العمل، تاركاً عبء إعالة الأسرة على "عزيزة".
ذات يوم، يطلب "عبد الله" بطاطا من زوجته. فتذهب عزيزة إلى أحد الحقول لتبحث عن بقايا المحصول، وهناك تتعرض لاعتداء من أحد شباب القرية، مما يؤدي إلى حملها. ورغم محاولاتها المستميتة لإخفاء هذا الحمل، إلا أن القدر كان له رأي آخر.
تلد "عزيزة" طفلها في الحقل بعيدًا عن الأنظار. لكن خوفها من الفضيحة يجعلها تخنق الطفل دون وعي لتسكته. تعود "عزيزة" إلى العمل رغم ألمها الجسدي والنفسي، ولكنها تصاب بحمى النفاس، فتلقى حتفها.
فاتن حمامة في دور "عزيزة": قدمت أداءً مؤثراً ومليئاً بالمشاعر الحقيقية، مما جعل الشخصية حية في أذهان المشاهدين.
عبد الله غيث في دور "عبد الله": نقل ببراعة معاناة الرجل المريض الذي يعتمد على زوجته، وأدى دوره بتلقائية وصدق.
زكي رستم في دور "الناظر": جسّد شخصية الناظر بصرامة وواقعية.
حسن البارودي في دور "المعلم مسيحة": أضاف للعمل طابعًا دراميًا خاصًا.
القضايا التي تناولها الفيلم
1. معاناة الفقراء: الفيلم يعكس حياة العمال المعدمين الذين يكدحون من أجل لقمة العيش.
2. ظلم المجتمع: يعري الفيلم الظلم الواقع على المرأة، خاصة في البيئات الريفية التي تلقي اللوم دائمًا على الضحية.
3. العار والخطيئة: يتناول الفيلم الصراع بين الأخلاق والقيم الاجتماعية والظروف القهرية التي قد تدفع الإنسان للخطيئة.
الإخراج
تميز إخراج هنري بركات بالإبداع في استخدام الإضاءة والظلال لنقل الحالة النفسية للشخصيات. مشاهد الحقول الفارغة والمنازل الطينية عززت الشعور بالفقر والاغتراب.
الجوائز والتكريم
تم ترشيح الفيلم لجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عام 1965.
احتل المرتبة الخامسة ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.
حصل على المرتبة 34 في قائمة أفضل 100 فيلم عربي في استفتاء مهرجان دبي السينمائي عام 2013.
"الحرام" ليس مجرد فيلم؛ بل شهادة على معاناة الفقراء في مصر. أثار العمل إعجاب النقاد والجمهور في الداخل والخارج، وظل عالقًا في أذهان الأجيال المتعاقبة بفضل قصته المؤثرة وأداء فريق العمل المتقن
لا تنسوا الاشتراك في القناة وتفعيل زر الجرس ليصلكم كل جديد. مع تحياتي عاطف الشريف من قناة سينما الصعيد. دمتم في رعاية الله وأمنه.
Ещё видео!