أستسمَحُكم – حضراتِ السادةِ المشاهِدين- أن أنتقلَ إلى الحديثِ عن موضوعِ التجديدِ، والذي تَناولَتْه وسائلُ الإعلامِ -في الآوِنة الأخيرةِ- وازدادَ غُموضًا وانبِهامًا بسببِ كثرةِ الكلامِ فيه من غيرِ أهلِ الاختصاصِ، حتى كاد أن يُصوَّر للناسِ وكأنَّه المسؤولُ الأوَّلُ عن كلِّ أزماتِ العالمِ العربيِّ: أمنيًّا وسياسيًّا، وحتى سَمِعنا أصواتًا تُنادي بإلغاءِ التراثِ جملةً وتفصيلًا، وأصواتًا أُخرى تُطالِبُ بالعودةِ إلى ما كان عليه سالفُ الأُمَّةِ وصالحُ المؤمنين في القُرونِ الثلاثةِ الأولى، وأن نضربَ بجَرَّةِ قلمٍ على ما سوى ذلك..
وبعضٌ من هؤلاء وهؤلاء كان يَحلُمُ باليومِ الذي يَضَعُ فيه يدَه على مؤسسةِ الأزهرِ بتاريخِها الذي يَربُو على ألفِ عامٍ، وخُيِّلَ إليه، أو خَيَّلوا إليه، أنَّ ساعةَ الأزهرِ قد آنَ أوانُها، وأنَّ رأسَه قد حانَ قِطافُها.
Ещё видео!