خلفت مليون وفاة.. قصة أسوأ مجاعة شهدها التاريخ الحديث في أيرلندا عندما كانت مستعمرة بريطانية
#سياسة_لس
خلفت مليون وفاة
وأكثر من مليون مهاجر
وتعد واحدة من الكوارث الكبرى
في تاريخ أوروبا الحديث
مجاعة البطاطس الأيرلندية
ما قصتها، وكيف بدأت؟
في صيف عام 1845، حين كانت
أيرلندا ما تزال مستعمرة بريطانية
شهدت البلاد كارثة إنسانية
بعدما دمرت آفة محاصيل البطاطس
وهو غذاء السكان الرئيس وخاصة
الفقراء منهم
بدأت البطاطا المزروعة بالتحول إلى
"كتل عفنة" لزجة متحللة وسوداء
فرجحت لجان الخبراء
التي كانت تحقق في أسباب الآفة
أن ما حدث كان نتيجة
الدخان المتصاعد
من قاطرات السكك الحديدية
أو "الأبخرة القاتلة"
المتصاعدة من البراكين
لكن في الواقع، كان السبب
فطرا ساما انتقل من المكسيك
وسرعان ما انتشرت
"حمى المجاعة" والأوبئة
مثل الكوليرا والتيفوس وتفشي القمل
وغيرها في الريف الأيرلندي
ليواجه الأيرلنديون الجوع والموت
حتى بلغت حصيلة الوفيات
في عام 1852 نحو مليون
مع اضطرار مليون آخرين على الأقل
إلى مغادرة وطنهم كلاجئين
في بريطانيا وكندا وأستراليا
والولايات المتحدة
لينخفض عدد الأيرلنديين
بمقدار الربع
في غضون خمس سنوات
فماذا فعلت الحكومة لمساعدة
الناس أثناء المجاعة؟
في عام 1847 اتخذت بريطانيا
تدابير لمواجهة المجاعة
فأنشأت مطابخ الحساء
وبرامج الإغاثة
ودفعت أجور الفقراء
مقابل القيام بالأشغال العامة
لكن الأجور كانت زهيدة للغاية
ولم يكن ذلك مفيدا في مساعدة
أشخاص كانوا يتضورون جوعا
فمات مئات الآلاف منهم
وطوال فترة المجاعة كانت أيرلندا
تصدر كميات هائلة من الغذاء
إلى إنجلترا رغم فشل محاصيل
البطاطس كما كانت تنتج وتصدر
ما يكفي من محاصيل الحبوب
وتم تخصيص ما يصل إلى 75%
من الأراضي الأيرلندية للقمح والشوفان
والشعير وغيرها من المحاصيل التي
كانت تزرع للتصدير وتشحن
إلى الخارج بينما كان الناس
يتضورون جوعا
ولم تتعاف محاصيل البطاطس تماما
حتى عام 1852 فأدى تقاعس
جهود الإغاثة التي بذلتها
الحكومة البريطانية إلى تفاقم
أهوال مجاعة البطاطس
لتترك إرثا عميقا من مشاعر
المرارة وانعدام الثقة
تجاه البريطانيين
إلى أن أصدر توني بلير
في عام 1997 أثناء توليه
منصب رئيس الوزراء
بيانا يقدم فيه اعتذارا رسميا
لأيرلندا عن تعامل حكومة
المملكة المتحدة مع الأزمة
في ذلك الوقت
أما تماثيل المجاعة في مدينة دبلن
والنصب التذكاري
على ضفة نهر ليفي
والمنحوتات النحاسية التي
تمثل رجالا ونساء من المهاجرين
بسبب الجوع والفقر
فما تزال تذكيرا صارخا بمجاعة
أيرلندا الكبرى
Ещё видео!