الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل يرفض شكل الحوار الذي اقترحه الرئيس قيس سعيد
قال وزير الخارجية التونسي الأسبق رفيق عبد السلام إن الرئيس قيس سعيد “قام بانقلاب سياسي مسلح ضد إرادة الشعب “، ومن لا يصدق ذلك فليذهب إلى مقر البرلمان والمؤسسات الدستورية الأخرى حيث سيجد أن الدبابات هي التي تحرسها بعدما كانت تحرصها الديمقراطية والتداول السلمي على السلطة.
وأضاف عبد السلام خلال مشاركته في المسائية على قناة الجزيرة مباشر، السبت، أن الرئيس سعيد قدم تفسيرا شخصيا للبند 80 من الدستور التونسي الذي يؤكد أن الرئيس في الحالات الاستثنائية يمكنه أن يمارس جملة من الصلاحيات، وأن الدستور اشترط أن يتم الأمر بتنسيق كامل مع رئيس الحكومة، وأمام أنظار مجلس النواب الذي يجب أن يمارس دوره التشريعي والرقابي.
وبشأن دعوة الرئيس قيس سعيد إلى إطلاق حوار وطني يشمل النظام السياسي، قال عبد السلام “إن ما دعا إليه الرئيس سعيد ليس بحوار، بل هو نوع من التواصل الداخلي بين الرئيس وأنصاره عبر وسائل التواصل الاجتماعي”.
وكان الرئيس التونسي قيس سعيد قال، الخميس الماضي، إنه سيتم إطلاق حوار وطني صادق ونزيه بمشاركة الشباب، موضحا أنه سيكون مختلفا تماما عن التجارب السابقة، كما سيتطرق إلى عدة مواضيع من بينها النظامان السياسي والانتخابي في البلاد.
وأوضح سعيد خلال اجتماع لمجلس الوزراء بقصر قرطاج، أن هذا الحوار سيتم في إطار سقف زمني متفق عليه وضمن آليات وصيغ وتصورات جديدة.
وأشار الرئيس التونسي إلى أن هذا الحوار الوطني المرتقب لن يشمل من “استولى على أموال الشعب أو من باع ذمته إلى الخارج”.
واعتبر عبد السلام أنه لا يمكن تصور تونس من دون أحزاب سياسة ومنظمات عمالية، مشيرا إلى أن التقاليد الحزبية في تونس تعود لأكثر من قرن كامل.
وأضاف أن الرئيس نفسه وصل لمنصبه عبر انتخابات شعبية شاركت فيها الأحزاب السياسية التونسية، وأنه اليوم يريد نفض يديه من الإرث الحزبي والسياسي التونسي.
وأضاف أن ما يدعو إليه قيس سعيد “وهم وفوضى وتصور هلامي لشعب بدون أحزاب ولا منظمات”.
وردا على الاتهامات التي كالها سعيد لرموز المشهد السياسي التونسي قال عبد السلام “إن الفساد الأكبر هو احتكار السلطة حيث لا يوجد جهاز تنفيذي ولا قضاء مستقل”.
وقال إن تونس دخلت مرحلة سياسية أشبه ما تكون بالوضع العام الذي كانت عليه ليبيا أيام العقيد معمر القذافي موضحا أن سعيد بانقلابه على الدستور أصبح يقوم بمهام رئيس الدولة ورئيس الوزراء والقاضي الأول في تونس.
وأضاف عبد السلام أن سعيد منذ الانقلاب الدستوري شرع في إعادة انتاج نوع خاص من التمثيلية المباشرة، مضيفا أنه لم يتحاور مع أية جهة سياسية ولا نقابية ولا حتى من المجتمع المدني، وأن كل ما يقوم به هو استدعاء اشخاص بعينهم والقيام بجمع الناس ليلقي عليهم خطبا عصماء كما كان يفعل القذافي في ليبيا سابقا.
وكان الاتحاد العام التونسي للشغل قد أوضح، السبت أنه “منحاز” لدعوة الرئيس قيس سعيد للحوار الوطني مع الشباب “بشرط وضوح الأهداف والآليات المرتقب اعتمادها ضمن مقاربة توافقية وتشاركية”.
وقال الأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي إن “الحوار من ثوابت الاتحاد وتقاليده”، مؤكدا أنه “لا مفر من الحوار لتأمين المسار الانتقالي، وأنه لا حوار من دون مشاركة الاتحاد”.
وأكد الطبوبي في كلمة خلال افتتاح مؤتمر للاتحاد جنوبي العاصمة، أهمية الحوار مع الشباب كآلية لرصد تطلعاتهم، لكنه أكد أيضا ضرورة “ألا تُستثنى فئات من المجتمع من هذا الحوار وأن يكون الاتحاد شريكا فاعلا فيه”.
وقال إن الاتحاد “ليس في مواجهة مع رئيس البلاد”، لكنه يختلف معه في “بعض التوجهات والأفكار”.
تابعونا على :
الجزيرة مباشر على الإنترنت
[ Ссылка ]
[ Ссылка ]
[ Ссылка ]
[ Ссылка ]
[ Ссылка ]
[ Ссылка ]
Ещё видео!