سماحة آية الله السيد كمال الحيدري
برنامج مطارحات في العقيدة على قناة الكوثر الفضائية
عنوان الحلقة: رزية يوم الخميس القسم الخامس
المصدر: [ Ссылка ]
نحن ذكرنا في الحلقات السابقة أن واحدة من أهم الوجوه التي ذكرها القوم قالوا إذا كان هذا الكتاب على نحو الوجوب والجزم لماذا رفع رسول الله يده عنه.
الجواب: السبب في ذلك أن رسول الله أراد أن يحقق غاية وهدف من هذا الكتاب وبعد التشكيك والاعتراض فهذا الكتاب لم يبقى على أهميته وسقط اعتباره، وقلنا أنه لا فقط سقط اعتبار الكتاب بل قد يطعن في كاتبه وهو الرسول الأعظم حتى يسقطوا هذا الكتاب عن الاعتبار، هل يوجد أحد قال أن التشكيك كان السبب في امتناع رسول الله عن الكتابة؟
الجواب: نعم، خصوصاً أولئك الذين يتبعون الشيخ ابن تيمية يعني الوهابية أتباع محمد بن عبد الوهاب.
في كتاب (منهاج السنة، ج3، ص533) في طبعة الأربعة مجلدات لابن تيمية، ج3، دار الفضيلة، وفي طبعة ثمان مجلدات (ج6، ص25) قال: (والنبي صلى الله عليه وآله قد عزم على أن يكتب الكتاب الذي ذكره لعائشة فلما رأى أن الشك قد وقع علم أن الكتاب لا يرفع الشك فلم يبقَ فيه فائدة). إذن ما هو السبب الذي أدى إلى امتناع رسول الله عن كتابة الكتاب سواء كان لن تضلوا بعدي أبداً أو كما يدعون أنه أراد أن يكتب في استخلاف الخليفة الأول أبي بكر. في النتيجة رسول الله امتنع في ذلك المجلس أن يكتب الكتاب. لو سألنا لماذا امتنع رسول الله عن كتابة الكتاب. بعد الاعتراض وبعد الاتهام؟ الجواب: يقول أنه سقطت فائدة الكتاب بعد أن شكك في أصل الكتاب، (علم أن الكتاب لا يرفع الشك فلم يبقَ فيه فائدة) إذن نحن عندما أثبتنا هذه الحقيقة وقلنا بأنه اساساً رسول الله إنما امتنع حتى يرفع تلك الشبهة التي سوف تناله قبل أن تناله كتابه، يعني بعبارة واضحة يحجم الآثار السلبية لهذا الأمر، لأنه آخر المطاف أن الكتاب الذي كان يريد كتابته كان له فوائد فتلك الفوائد بعد التشكيك لا تتحقق بل هناك أغراض أخرى سوف تتحقق وتبعات ومساوئ وهو التشكيك في القوى العقلية لرسول الله صلى الله عليه وآله. وفي أصل الرسالة، ولذا كانت المصيبة أعظم لو كتب، يعني بعبارة علمية وقع التزاحم بين الفائدة التي تترتب على الكتاب وبين المصيبة التي ستقع على أصل الرسالة، فالرسول صلى الله عليه وآله وجد أن المصيبة أعظم من هذه الفوائد وهي لم تكن تتحقق بعد ذلك لأنه شكك في أصل الكلام.
إذن هذا الذي يركزونه من أنه الكتاب لو كان على أصل الوجوب كان كتبه رسول الله، لا، كان الكتاب كما صرح الأعلام مثل الشاطبي وغيره أنه مما أوحى الله إليه لأنه (ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى).
Ещё видео!