@البحرالذى إختفى( بحر ٱرال) و لم يتبقى منه سوى 10٪ من مياهه والكارثة البيئية نتيجة ذلك
-أولا مقدمة
--------------
الغالبية من الناس تعلم أن الكائنات الحية (الإنسان -الحيوان -النبات) لها دورة حياة طبيعية كالدائرة المغلقة للحفاظ على النوع والكمية وإذا تدخل الإنسان فى هذه السلسلة من الممكن أن ينقرض نوع أوتقل كمية نوع مما يسبب مشاكل بيئية للجميع لكن هناك من لا يعلم أن الماء وهو كائن غير حى له دورة حياة طبيعية أيضا خلقها الله وإذا تدخل الإنسان نتج عنها كوارث هائلة غير محسوبة العواقب فما هى دورة حياة المياه باختصار شديد هى دورة محصورة بين ثلاث اركان رئيسية هى 1-المحيطات والبحار والنباتات
2-الامطار 3-الانهار بالإضافة لعناصر مساعدة الشمس والرياح والغبار فعندما تسطع الشمس تسبب حرارتها تحويل جزء من مياه المحيطات والبحار من الحالة السائلة إلى الحالة الغازية (بخار ماء)نقى وعذب دون الملح يتصاعد إلى طبقات الجو العليا بالإضافة لبخار الماء المتصاعد من عملية نتح النبات ويساهم بنسبة 10٪ ثم تتحد حزيئات بخار الماء فى الطبقات العليا مكونة السحاب بفضل تيارات الهواء البارد ولأسباب عديدة تتحول هذه السحب إلى عدة أنواع من الأمطار التى تسقط مرة أخرى على الأرض لتغذى الأنهار بالماء العذب النقى فيحصل الإنسان والحيوان والنبات على حاجته من الماء والباقى يصب مرة أخرى من الأنهار فى البحار ليغذيها ويحافظ على منسوبها وهكذا
-ثانيا الموضوع
------------------
بحر آرال هو بحر داخلى يقع فى آسيا الوسطى بين دولة كازاخستان شمالا ودولة أوزبكستان جنوبا وهما دولتان حصلا على استقلالهم من الاتحاد السوفيتى السابق الذى تفكك فى مطلع تسعينيات القرن الماضى وعرفه العرب ببحر خوارزم نسبة إلى الدولة الخوارزمية التى أسسها جد سيف الدين قطز وكانت تسيطر على هذه المناطق وأطلق عليه الروس فى القرن 17 البحر الأزرق وتبلغ مساحته قديما قبل عام 1960 قبل بدء الكارثة حوالى 68 الف كم مربع وكان يتواجد به 20 نوع من الأسماك مشكلا ثروة سمكية هائلة خصوصا فى مدينة مويناك غرب أوزبكستان وكانت واحدة من أكبر المدن الساحلية على سواحل بحر آرال وكانت توفر حوالى 160طن من الأسماك يوميا أما اليوم أصبحت المدينة على بعد 150 كم من البحر المفقود
كيف حدث ذلك فى عام 1960 قام مهندسين سوفييت تابعين للحكومة الفيدرالية السوفيتية التى كانت تقع هذه الدول تحت سيطرتها وإبان الحرب الباردة بتحويل مسار النهرين الرئيسيين فى تغذية البحر وهما نهر أموداريا (جيحون) من الجنوب وسير داريا(سيحون) من الشمال إلى الصحارى المجاورة وذلك لإستصلاحها وزراعة الارز والبطيخ والقطن وبالفعل أصبحت أوزبكستان واحدة من أكبر مصدرى القطن فى العالم لكن هذا أدى إلى كارثة جفاف البحر تدريجيا فقد كان يتغذى على إمداده من النهرين ب 80% من إحتياجه و20٪ من الأمطار وفى عام 1960 بدأ يتناقص 20سم لكل عام حتى 1970 ثم تضاعفت نسبة النقص لتكون 60سم فى كل سنة من 1970 حتى 1980 وبدأ يتناقص بنسبة 90 سم كل عام بعد 1980 وبحلول عام 2007 انخفضت المياه فى البحر الى 10٪ من حجمها الاصلى وتبخر 90٪ من البحر فأدى ذلك للقضاء التام على صناعة السمك وتحولت مدن الساحل إلى مقابر للسفن حيث تقبع القوارب على أراضى جافة منذ 20 عاما إضافة إلى الغبار الملحى السام فى الهواء المؤثر على صحة الإنسان وهناك جهود كبيرة من حكومة كازاخستان لمحاولة إنقاذ البحر ففى عام 2005 تم بناء سد كوكارال للسيطرة على المياه القادمة من نهر سيرداريا وبالفعل ساهم السد فى ارتفاع مستوى المياه بنسبة 24 متر بالنسبة للجزء الشمالى منه أما الجزء الجنوبى مازال مستقبله مجهولا
Ещё видео!