كيف نعامل الشباب فى الخدمه ؟ † عظه للبابا شنوده الثالث †
من محاضرات خدام مدارس الاحد †
ان حياة الكنيسة بكل خدماتها هي الوسط الحقيقي للخدمة الروحية والتربوية، وهى خدمة دائمًا متجددة تتقدم إلى الأمام لأن غايتها هي "الشخص person" وخدمة الكيان الإنساني.
والخدمة المتكاملة خدمة كلية شمولية، بمعنى أنها تشمل "كل إنسان وكل الإنسان" فهي ليست قاصرة على خدمة التعليم ولا يمكن أن تحد أو تحجم في اجتماع ما أو فصل دراسي، أو تختزل في حدود ضيقة لتصبح "مجرد اجتماع" دون بقية المجالات الأخرى الأكثر اتساعًا، التي تشمل الأخوّة Fellowship والشركة Participation والتي تتحقق خلال الأنشطة الكنسية المتنوعة.
لذا ينبغي أن نهتم بخدمة التعليم كخدمة أساسية في الكنيسة، دون أن نترك أو نهمل خدمة الأنشطة، لان خدمة الأنشطة هي مدخل وسبيل مؤدى إلى خدمة التعليم، فهي ليست ليست هدفًا في ذاتها بل هي وسيلة وشبكة لاصطياد نفوس كثيرة، لتندمج في الحياة الكنسية بكافة قاماتها.
وبدون الخدمة المتكاملة التي تضمن خدمة التعليم وخدمة الأنشطة معًا، نكون قد حددنا التربية الكنسية وحصرناها في صورة فصول واجتماعات، وبذلك نضعف مفهوم الشركة الكاملة (كونوا معًا وكان عندهم كل شيء مشتركًا) أع 44:2 وتشابه خدمة التربية الكنسية التعليم المدرسي الرتيب في مرحلة إعدادي وثانوي، وتشابه التعليم الجامعي في خدمة اجتماعات الجامعة والخرجين.
لا يكفى أن نقدم خدمة التعليم فقط، بل ينبغي أن نبرز حيوية الخدمة وايجابياتها من خلال ما يقدم من أنشطة كنيسة متكاملة، فالخدمة التي بلا أنشطة متنوعة خدمة عاقر لا تلد، تضيع أدراج الرياح.
الخدمة المتكاملة تحتضن الجميع أطفالًا وفتيانًا وشبابًا (كل إنسان) تتقدم بهم في نماء يغذى ويسمن نفوسهم، خلال عمق حياة الشركة الجموعية التي تتحقق خلال خدمة الأنشطة كوسط أصيل وحقيقي للتهذيب والتعليم العملي والتوجيه السلوكي الذي يعبر بالجميع من مرحلة تقدم روحي إلى مرحلة أخرى أكثر تقدمًا، والتي بدونها يكون الفراغ القاتل للقدرات والطاقات هزيمة الحماس، والتي خلالها تكون المواهب والميول وزنات مباركة نتجر فيها ونربح لحساب مجد المسيح.
وتاريخ الكنيسة يشهد أن المسيحي يبلغ قامته عبر تقدمه ونموه في كل مرحلة من حياته ممتدة في سلسلة متواصلة من البناء الروحي والتعليم الذي يجد تطبيقًا له في العمل الجموعي المشترك، والذي يتجسم خلال للأنشطة المتنوعة كنموذج للتربية المسيحية عبر كل الأحقاب.
وبالرجوع إلى الذاكرة الآبائية نؤكد أن البناء الروحي يتحقق عن طريق الخدمات المتكاملة التي تشبع كل الشخصيات حسب أنماطها النفسية المختلفة، هادفة خلاص الجميع، لذلك يقول القديس كلمنضس السكندري أن الله مربى:
"استغل كل ما في الشخصية من أنماط نفسية ليطوعها للخلاص الذي دبره الآب من قبل تأسيس العالم".
لقد سبق آباء الكنيسة عصرهم وجيلهم، ففهموا كمرشدين روحانيين وعرفوا جيدًا طاقات وإمكانيات كما وضعفات وقصور الطبيعة البشرية، مدركين حدودها ومن ثم قدموا خدمات متنوعة من اجل أعضاء حية نامية.
لذلك لابد من دراسة تصنيفات الأنشطة المتنوعة بفهم وعمق ليرتبط محتواها ويتكيف مع السن والحاجة، حتى لا تخمد الطاقات وتضعف القامات، بل تنمو وتثمر بشكل جيد وسوى، يتناسب مع القطاع الذي تقوم بخدمته.
والسبيل الوحيد لتحقيق خدمة متكاملة هو حيوية الأنشطة وتهديفها، لتستمر كرحلة تستغرق العمر كله، وكوسط خدمي تربوي يجعل الإنسان كاملًا، بلوغًا إلى قياس قامة روحانية.
ولعل السبب في تناقص الأعداد في خدماتنا الكنيسة، هو اعتبارنا أن الأطفال وحدهم هم محل اهتمامنا التربوي والتعليمي، فتتناقص الأعداد في مرحلة إعدادي، وتتضاءل بالأكثر في مرحلة ثانوي وهكذا...
أن خدمة الفتيان والشباب على وجه الخصوص يتوقف نجاحها وإخفاقها، على خدمة الأنشطة المتكاملة باعتبارها وسط ورسالة، نقدم بها وفيها ومن خلالها الحب العملي وحياة الشركة الفعلية وتذوق عذوبة الاختبار الكنسي كنموذج حي للحياة المسيحية المعاشة.
Our Facebook page [ Ссылка ]
Our Twitter page [ Ссылка ]
Our Youtube Channel [ Ссылка ]
Ещё видео!