*ما معني قول فضيلتكم :
اللهم انزع حب الدنيا من قلوبنا وازرع حب الحياة ؟
عندما جاء الإسلام دعانا إلي حب الدارين "الدنيا والآخرة" ،حتي أن العلماء ألفوا مؤلفاتهم علي هذا الأساس ،فهناك كتاب يسمي "سعادة الدارين في الصلاة علي سيد الكونين" ، إذن فهناك سعادة في الدنيا وسعادة في الآخرة أيضا ،
فالدنيا والآخرة يسميان بـ"الحياة" فعندما نقول "حُب الحياة" فإننا نقصد حب الدنيا والآخرة ، أما حب الدنيا وحدها فقط فهذا حبٌ أعرج يدل علي النقص ،لأنه حب لشهواتها وبلاءها ..إلخ لذلك نقول اللهم انزع حب الدنيا من قلوبنا ، أما حب الحياة يختلف كليا عن حب الدنيا لأن الحياة تشمل الدنيا والآخرة وهدفنا في هذه الحياة أن نسعي للفوز بالإثنين -الدنيا والآخرة-
فهناك أناس لا يريدوننا ان نذكر الآخرة ولا نعدها حياة ولا نهتم بها ،ونحن نرفض دعواهم هذه لأن القرآن أشار إلي أن الدار الآخرة هي الحياة الحقيقية ،قال تعالي "وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ" ، فمهما طالت حياتنا في الدنيا ستظل الآخرة هي الحياة الحقيقية ، لأن الدنيا الساعة الزمنية فيها تساوي بمقاييس الملأ الأعلي عند الله عزوجل ألفي عام ،وذلك لقوله تعالي "تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ"
وهذا يعني أن سيدنا النبي انتقل بمقاييس الملأ الأعلي من أقل من ساعة ، قال تعالي "إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا"
،وهذا يعني أيضا أن الدقيقة بمقياس الملأ الأعلي تساوي عندنا في الدنيا ثلاثة وثلاثين عاما ،فإذا أنت عشت مائة عام في الدنيا ،فكأنهم عند الله ثلاث دقائق فقط ، أما في الآخرة فيوهب الله لآهل الجنة حياة لا موت بعدها ويوهب لأهل النار حياة لا موت بعدها "خالدين فيها أبدا" .. إذن أيهما هو الحيوان ؟ الدنيا أم الآخرة ؟
قطعا الآخرة كما أخبر القرآن بأنها هي الحيوان ،فكيف أهتم بالدنيا التي تساوي حياتي فيها ثلاث دقائق فقط وأترك الآخرة التي تمتد فيها حياتي إلي أبد الآبدين ؟!
لا ،الله سبحانه وتعالي أمرنا أن نحب الحياتين ..
أما الذي يحب الدنيا وحدها قاصدا التمتع بشهواتها والتلذذ بالمعاصي فيها ولا يقدمها كمزرعة للآخرة فهذا إنسانٌ فاسد .
فحب الحياة -الدنيا والآخرة- يجب أن نُعلّمه لأبنائنا .. لأن الناس اختلط عليهم الأمر عندما ظهر "النوابت المتشددون" وقالوا أننا لا نحب الدنيا ونريد الآخرة فقط ، وبناءا علي هذا المعتقد الكاسد بدأوا في الإنتحار عن طريق تفجير أنفسهم بدعوي الجهاد الباطلة التي ينادون بها ليل نهار ،
فنقول لهم -حتي يعلم الناس- أن هذا الاعتقاد خاطئ وليس من الدين لأن الدين كما أمرنا بحب الآخرة هو أيضا أمرنا بحب الدنيا وأن الاستغناء عن أحدهما يعتبر حباً أعرجاً ، فالدنيا هي من صُنع الله وهي دار الإبتلاء والإختبار وهي مزرعةٌ للآخرة ،فإذا أسأت فيها وسعيت فيها فسادا ،
فتكون قد خسرت الدنيا والآخرة معاً.
۞ اشترك الآن في قناة ا.د. علي جمعة على يوتيوب: [ Ссылка ]
شاركونا بأسئلتكم وآرائكم بالتعليق على الفيديو
۞ تابعوا الحسابات الرسمية لـ ا.د. علي جمعة:
Website: [ Ссылка ]
Twitter [ Ссылка ]
Telegram [ Ссылка ]
Pinterest: www.pinterest.com/DrAliGomaa
Google+ [ Ссылка ]
Soundcloud: [ Ссылка ]
Facebook: [ Ссылка ]
Instagram: [ Ссылка ]
۞ للإشتراك في خدمة الرسائل القصيرة ارسل رسالة إلى 9999 وأكتب فيها 881
Ещё видео!