تاريخ اّل خليفة فى البحرين I الجزء الأول I محاولات اّل خليفة للسيطرة على البحرين
آل خليفة عائلة متحدرة من قبيلة بني عتبة وقد أنشأت الزبارة (قطر) في 1766 بعد انتقالها إليها من الكويت. ابحروا إلى البحرين ولكن حاكمها ناصر آل مذكور الذي يسيطر أيضا على بوشهر إحدى تبعيات الإمبراطورية الفارسية منعهم من الاستقرار فيها. كانت الزبارة صحراء لكنها غنية في اللؤلؤ. بمجرد وصولهم بنى آل خليفة قلعة المرير للدفاع عن الزبارة وطوروا علاقات وثيقة مع حكام قطر المسلم. كلتا العائلتان كانتا تحت حماية بنو خالد. الحروب المستمرة بين بني خالد والوهابيين والغزو الفارسي للبصرة من بين العوامل التي ساعدت على ازدهار الزبارة لتصبح مركزا تجاريا هاما. أدى هذا الموقف إلى صراع بين المدن الساحلية.
سرعان ما انضم الجلاهمة وهم فرع من قبيلة بني عتبة إلى آل خليفة في الزبارة. في 1775 ساعدوا على صد هجوم على الزبارة من قبل تحالف من القبائل العربية ومقرها في الجانب الشرقي من الخليج العربي. ومع ذلك اختلفوا في وقت لاحق على توزيع العائدات مما أدى بالجلاهمة إلى الانتقال إلى رفيش التي تقع إلى الشرق من الزبارة. هاجمهم آل خليفة هناك وقتلوا رئيسهم. في عام 1783 بعد محاولتين فاشلتين من مذكور لاحتلال الزبارة قام آل خليفة باحتلال البحرين وأجبروه على الفرار إلى بوشهر. خلال الهجوم قاد أحمد بن محمد آل خليفة والقبائل المتحالفة معه ليشكلوا فيما بعد جزءا هاما من المجتمع القبلي في البحرين. أحمد الذي كني ب«الفاتح» أبقى مقره في الزبارة لكنه كان يقضي الصيف في البحرين.
حكم آل خليفة (1783-1869)
كان عهد أحمد (1783-1796) مستقر وسلمي تم خلاله إنتاج اللؤلؤ ونمت التجارة بشكل كبير. لكن خلال السنوات الخمسة والسبعين التالية واجه حكم آل خليفة في البحرين التهديدات الخارجية والداخلية الخطيرة. ومع ذلك من خلال التحالف مع أعدائهم ضد بعضهم البعض فإنهم تمكنوا من إبقاء الجزيرة تحت سيطرتهم.
التحديات الخارجية
في عام 1796 احتل السعوديون الزبارة بعد احتلال الأحساء في وقت سابق من العام. هزم سلمان بن أحمد الذي خلف والده ثم انتقل للسكن إلى جو في الساحل الشرقي من البحرين ثم انتقل لاحقا إلى الرفاع حيث قام ببناء قلعة مثيرة للإعجاب. في عام 1799 شن حاكم مسقط وعمان هجوم هجوم على البحرين ولكنه فشل في السيطرة عليها. في العام التالي هجم عليها مجددا ونجح في احتلالها وتعيين ابنه للإشراف على الجزيرة. في عام 1801 آل خليفة الذين فروا إلى الزبارة استطاعوا استعادة سيطرتهم على البحرين والاستفادة من غياب الأسطول العماني. قرر العمانيون الانتقام في العام التالي من طردهم من البحرين إلا إنهم انهزموا. السعوديون الذين أيدوا آل خليفة ضد عمان وضعوا البحرين تحت حمايتهم من 1803 إلى 1809 ثم تحت سيطرتهم المباشرة اعتبارا من عام 1810.
ضعفت قوة السعوديين بسبب تقدم الحملة المصرية في عام 1811 لذلك أعلن آل خليفة تحالفهم مع عمان حيث دفعوا الجزية لإمام عمان لمدة عامين. ثم عندما ضعفت عمان بعد هزيمتهم على يد القواسم أعلن آل خليفة استقلالهم عن عمان. عارض زعيم الجلاهمة رحمة بن جابر الجلهمي الذي يقع مقره في خور حسن آل خليفة الذين كنوا له الحقد الشديد. قام رحمة بقرصنة سفن آل خليفة ودعم أعدائهم حتى قتل في عام 1826 في معركة مثيرة. في عام 1820 وقعت القوة المهيمنة في المنطقة بريطانيا على «معاهدة سلام» مع زعماء القبائل بمن فيهم آل خليفة. في هذه المعاهدة اعترفت بريطانيا بآل خليفة حكام «شرعيين» في البحرين ولكن أيضا أعطت بريطانيا الفرس حق المطالبة بالبحرين وهو الذي استمر حتى استقلال البحرين في عام 1971.
خلال هذا الوقت كانت عمان وليس فارس التهديد الخارجي الرئيسي للبحرين. قامت عمان بشن أربع حملات عسكرية على البحرين من 1816 إلى 1828 حيث فشلت جميع الحملات وتلقى العمانيون في الأخيرة خسائر كبيرة. في عهد محمد بن خليفة (1843-1868) قام السعوديين والعثمانيين والفرس بتهديد احتلال البحرين. حاول محمد لإرضاء كل من العثمانيين والفرس التظاهر بدعمهما. بالنسبة للسعوديين قرر محمد اللجوء للخيار العسكري لكن بريطانيا عارضت وعرضت في السر الدفاع عن البحرين. عندما رفض محمد وقف حملته العسكرية تدخلت بريطانيا مباشرة وحاصرت أسطول حربه وأجبرته على إلغاء الهجوم.
قامت بريطانيا بالتوقيع على معاهدة الهدنة الدائمة للسلام والصداقة في عام 1861 التي تلزم حاكم البحرين بعدم الانخراط في «محاكمة الحرب والقرصنة والعبودية في البحر» على أن تقوم بريطانيا بتوفير الحماية للبحرين. قضت بريطانيا على كل التهديدات الخارجية ضد البحرين.
Ещё видео!