شت بي يوما خيالي تحت ضغط الأمنيات
تحت سيل من مآس كالبحار الهائجات
تحت أكداس المظالم والهزائم والشتاة
فتلمست خيالاتي بأني قد يأست من سراج في بحار الظلمات
وتذكرت قريشا,هبلا ومناة ثم لات
عندما قد أيقنوا من أنها ليس إلا ترهات
عندما قد شاهدوا نورا حقيقيا أزاح الظلمات
ركلوها كسروها جعلوها كالفتات
إن أصناما عبدناها دهورا أدخلتنا في سبات
سحقتنا سرف الظلم ألتي لم تزل فوق ربانا دائرات
رغم أنواع المهانات تشبثنا بلات
وتوددنا إلى العزى وقدسنا منات
فقريش الجاهلية أبصرت بعد العمى, نهضت بعد السبات
والأن ... العقول الراقيات نورها أضحى ظلاما فعلها أمسى كلاما
عيدها ظل صياما,جمعها أضحى شتات
العقول الراقيات العقول المؤمنات أعطت المقود لأولاد الزناة
تحت هذا الظغط قد شتى خيالي
فتخيلت الحبيب المصطفى غاضبا من كل ما يجري على سوح الحياة
ما تركنا أحدا يرضى بمنهاج الطغاة
ما تركنا مؤمنا يرضى من العيش الفتات
ألف سحق ألف سحق للذين استبدلوا منهاجنا بالسفططات
قال يا فاروق قم وانظر إلى أحوالهم
أهؤلاء أمتي ؟؟
إن قوما عندهم هذي الصفات
يوشك الله بأن يأخذهم اخذ عاد وثمود والطغاة
خرج الفاروق كي ينظر أحوال الرعية
لم يهيأ لحمايته سريه معه خادمه
لولا مهابته الجلية ما عرفنا أيهم حادي الحداة
أيها الموتى هلموا وانظروا حيا تظنونه مات
ومضى يمشي يجوب الطرقات
فرأى قصرا منيفا لم تكد تبدو إليه الشرفات
حوله سد من الصيد الأباة ,الصناديد الرماة
ثم سد القاذفات ثم سد الراجمات ثم سد الطائرات
قال ما هذي الأمور المحدثات
قال يا مولاي عذرا هكذا صارت مقرات الولاة
هكذا صارت مقرات الولاة !
والرعية كيف يسمعون لهم القضية ؟
كم من الأيام يحتاج الذي يبغي وصولا للولاة
عشرات بل مئات
عشرات بل مئات !
اعطني سيفي لكي تمحى الرؤوس العفنات
قال يا مولاي زد صبرا علي
ومضى يمشي يجوب الطرقات
شاهدوا بعض البنايات الأنيقة .. حولها أبها حديقة .. يختلي فيها صديق و صديقة.
غضب الفاروق قال: إنها حقا مغاني للتفاهات السحيقة..
قال: يا مولاي بل هذي فنادق ‘‘ أحدثوها ضد أخدود الخنادق ‘‘ أحدثوها كي يصمون بها الآذان عن صوت البنادق …
أعطني سيفي لكي تمحى ينابيع البوائق…
قال: يا مولاي زد صبرا علي .. ومضى يمشي يجوب الطرقات…
أنساء سافرات !! وشباب سائبون !! فتيات سائبات !! كاسيات عاريات !! مائلات مميلات !!
إن سيماهم غريبات علي!
أعطني سيفي لكي تمحى رقاب الجاهلية..
قال: يا مولاي زد صبرا علي.. ومضى يمشي يجوب الطرقات …
فرأى طابور ناس بنظام وثبات …
سأل الخادم ، ماذا يفعلون علها أشياء أمـلتها تراتيب الحياة…..
قال: يا مولاي هذي ” ” سينما ” “..
ما اسمها !! عدها علي!!
قال:هذي ” ” سينما ” “قد أحدثوها بغية تعميم أفكار البغاة ‘‘‘ بغية تهديم أفكارالبناة والدعاة ‘‘‘ بغية تسميم أفكار الرعية والرعاة…
أعطني سيفي لكي تمحى الرؤوس العفنات …
قال: يا مولاي زد صبرا علي.. ومضى يمشي يجوب الطرقات …
فرأى حانوت بيع، ما القضية ! إنهم يزدحمون … هل يبيعون تمورا يثربية !
فأجاب بكلام نبرات الحزن في طياته جدا جلية….
قال يا مولاي ذمي يبيع الخمر في تلك الربوع الأحمدية !
في الربوع الأحمدية !!
أعطني سيفي لكي أمحوا رؤوس الجاهلية
قال: يا مولاي زد صبرا علي.. ومضى يمشي يجوب الطرقات …
ما هناك؟ قال هذا مصرف يعطي قروضا ربويه
ربويه!استحلوا الحرمات؟ استحلوا الموبقات استحلوا المهلكات
وهناك قال: وكر للزناة .. وهناك قال:ملهى للبغات ..وهناك قال: تلك دار للقضاة ومحام للدفاع ومحارم لهجوم وزوايا خافيات فيها تجبى الرشوات .. وهناك قال:هذي جامعات من بنين وبنات ..وهناك قال:خلق قد أضاعوا الصلوات وغدوا يلقون غيا..
قال: أعطني سيفي لكي تمحى الرؤوس الجاهلية…
قال: يا مولاي زد صبرا علي.. ومضى يمشي يجوب الطرقات …
ما الذي حل بهذي الثكنات
هي أمراض ثلاثة الكروش والقروش والعروش
هي آفات ثلاثة النفوس والفلوس وأتباع الشهوات
ومضى يمشي يجوب الطرقات
فرأى جمعا غفيرا طرحوا أمرا خطيرا
قال : اقترب منهم فهم يأتمرون لعلهم رأس الخلاص
استمع منهم فهم مجتهدون يهتفون بحماس
أنصت الخادم مشوارا طويلا
هز رأسا متعبا جدا ثقيلا
قال يا مولاي لم اسمع سوى قال وقيلا
قائل : أنت درويش مع الدف تجول
قائل :أنت وهابي انتم لا تحبون الرسول
واخو مرة بين الجمع مسرور يجول ( اخو مرة هو الشيطان الرجيم )
قائل :أنت أنكرت علينا سنة الجمعة
قائل :أنت دوما تحمل مسواكا طويل
قائل :أنت ذو علم وذو فقه قليل
واخو مرة بين الجمع مسرور يميل
ما الذي نجنيه من هذا العويل
ببغاواة وأصداء لذي الخبث الأصيل
وأصول الدين تعصفها رياح الخبث عصفا
يا أخي واحمرت الأفاق نزفا
ويكاد الله أن يخسف بنا الأرض خسفا
والعقول التافهات:حرمت بيع الصخول .. حللت لحم العجول ..
أعطني سيفي لكي تمحى تخاريف العقول…
قال: يا مولاي زد صبرا علي.. ومضى يمشي يجوب الطرقات …
أين أفواج الدعاة
أين من قد غيروا مجرى الحياة !
أين أهل العلم أهل الباقيات الصالحات !!!
قال يا مولاي هم كثر ولكن :! نصفهم عند البلاط !! يجمعون المكرمات !
ربع ألجمه الخوف لجاما و تلا آية { لا تلقوا بأيديكم …} فمات..
نصف ربع يملؤون المكتبات ببحوث راقيات !!…
نصف ربع قد تلاشى صوتهم في هدير المنكرات ..!!
قال : ضاقت الأنفاس .. فلنخرج إذا نحو الفلاة …
ومضى يمشي يجوب الطرقات …
نظر الفاروق فرآى سيطرات وحدود فاصلات !!قال : من بناها ؟
قال يا مولاي أفواج الغزاة…
من غزانا ؟ عابدوا عزى ولات !!
قال : لا .. بل كل الطغاة والزناة والعراة … فاستباحوا الحرمات …
قال : سحقا…لا حدود…..لا حدود….لا سدود..
حذني نحو القدس مشتاق إليها
حيث مسرى سيدي خير الوجود
وأنا يوما تسلمت مفاتيح المدينة عندما كنا جنود ..عندما كنا أسود..
فأجاب بدموع همرت فوق الخدود
قال يا مولاي تحكمها اليهـود..
اليهود !الخنازير القرود
صرخ الفاروق : أين عشاق الجهاد ، أين أرتال الغزاة ..؟
أين من كانوا خفافا كلما سمعوا حيعلة طاروا إليها بثبات ؟
كيف ناموا !!.. كيف صلوا !.. كيف قاموا !..و يهود الغدر في المسرى أقاموا
قصيدة للشاعر العراقي ابن الفلوجة : محمد سعيد الجميلي
Ещё видео!