كم كانت المهمة صعبة بالنسبة لهم أثناء الثورة التحريرية نظرا لحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم وكم من طفل تجرد من ثوب الطفولة وارتدى لباس الرجولة من أجل أداء مهمة شاقة ممنوعة عن بقية الأطفال، واجتمعت فيهم الإرادة والتحدي والذكاء والشجاعة والتضحية ونكران الذات وقوة التحمل والإيمان بالله وحب الوطن، وكذا الاعتقاد بعدالة القضية والتحلي باليقضة، فلولاها ما كان للبطل معمر أن ينجز ما أنجز عمر الصغير بطل معركة الجزائر .
من مواليد سنة 1950 بحي الحرية الفيرم بالشلف كان يدرك صغيرا وعمره لا يتجاوز عشرة أعوام بأن البيت الذي ولد فيه كان مركزا للثوار من بينهم الأخوان بن والي الحاج وعبد القادر وخاله الشهيد بلقاسمي محمد المدعو مسعود وآخرون...
كان وسيطا بين المجاهدين في حمل الرسائل بينهم ومراقبا لتحركات جنود العدو وحاراسا لكل من له علاقة بالجيش الفرنسي... فهو من أوصل الرسائل في العديد من المرات إلى المجاهد اللاعب داود في فريق جي أس أو GSO لكرة القدم أورليونفيل سابقا.. كما كان على علاقة وطيدة مع خاله الشهيد بلقاسمي محمد المدعو مسعود.
معمر صاحب العشر سنوات خلال الثورة التحريرية يبلغ اليوم خمسا وسبعين سنة يحمل معه مئة وخمسين صورة والعديد من قصاصات جرائد الاستعمار التي توثق لتلك الفترة القاسية من كفاح الأطفال والرجال والنساء ضد عدو لا يفرق بينهم وقد رافق هذه الوثائق والصور بقصائد شعرية لغتها بسيطة ومعانيها عظيمة.لا تنساو الشبان الصغار اللي كانوا يجيبوا لخبار للمجاهد واستشهدو واهداولنا نوفمبر عيد ... حارسين الليل مع النهار خايفين من الحركة والكفار يجيبولنا العسكر للدار يقنبلونا من بعيد...
ناس الفيرم بالشلف البكاكشة وبلقاسمي وقريبي والأب والأم والذرية كلهم عايلة ثورية والشعبة والواد والكازمة كلهاعندهم سرية.
Ещё видео!