مقدمة النشرة المسائية ليوم الجمعة 29-09-2017 مع جورج صليبي من قناة الجديد
بأقدامٍ ثابتةٍ تتخطّى العُكّاز مشى الرئيس سعد الحريري نحوَ الاستثمارِ بالتوافقِ السياسيّ .. وهو توافقٌ ماليّ أنتجَ قوانينَ جرت إحالتُها إلى مجلسِ النواب لتعوّضَ الخَسارةَ الدستورية . وقفَ الحريري بعدَ جلسةِ مجلسِ الوزراء ليُعلنَ أنّ المجلسَ جهزّ مشروعَ قانونٍ معجّل مكرّر لإقرارِ التعديلاتِ على قانونِ الضرائب بأسرعِ وقتٍ وأنه جرى التوافقُ على صيغةٍ لقَطعِ الحِساب ولولا وجودُ التوافقِ السياسيّ لَدخَلنا في مئةِ قِصةٍ أسوأ ولكان كلُّ شخصٍ قد تمترسَ وراءَ موقفِه السياسيّ وبتصويبٍ للموقفِ مِنَ العَلاقةِ بسوريا مشى الحريري بين رأيينِ في البلد فوضعَ وجهةَ نظرِه التي تستبعدُ أيَّ تعاملٍ معَ النظام لا مِن قريبٍ ولا مِن بعيد وبين الذين بدأُوا تواصلاً معَ سوريا قائلاً: أنا لستُ مواقفاً على لقاءِ اوزير الخارجية جبران باسيل الوزيرَ وليد المعلم .. عدمُ الموافقة تَنتهي هنا .. لكنّها لم تأخذ منحى الإشكالِ السياسيّ ولم يعلنِ الحريري أنه ذاهبٌ إلى قانونِ محاسبةِ جبران في سوريا ..ولم يتوعّدْه بعقوباتٍ قائلاً " ما حدا ياخذني ع مكان آخر " ونقطة على السطر . تذهَبُ هذه النُقطةُ على أولِ سطرٍ لبنانيٍّ سوريٍّ وسُعوديٍّ أيضاً .. فبرؤيةِ الحريري لهذهِ العَلاقة وكلامِه عن التوافقِ السياسيِّ الداخلي إنما أراد أن يخاطبَ المملكةَ مِن نافذةٍ لبنانيةٍ بالغةِ التعقيد .. تضطربُ مِن موقف وتقفُ على حافَةِ الأخطارِ مِن قانون وتعودُ للتماسكِ بالحُسنى .. وفي تمسّكِ رئيسِ الحكومةِ بمشيئةِ التوافق إنما يكونُ قد أبلغ السّعوديةَ أنّ لبنان لا يُحكَمُ إلا بهذه الصيغة وبلمِّ شملِه السياسيّ أو استيعابِه على أبعدِ تقدير .. فإذا طلبتُم مني غدًا أن أخوضَ معركةً في وجهِ حِزبِ الله .. عندَها اللهمّ إني بلّغت .. لأنّ المواجهةَ لن تطيّرَ التوافق فحسْب بل ستُدخلُنا في نزاعٍ غيرِ مستحب .. ووفقاً لهذه المعادلة فإنّ الحريري يَحمي لبنان ويبّلغُ حيث تدعو الحاجة .
Ещё видео!