نواقض الوضوء تنقسم نواقض الوضوء إلى أحداثٍ تنقض الوضوء بنفسها؛ كالغائط والبول، وأسبابٍ للأحداث؛ إذ إنّ وقوعها قد يُسبّب الشكّ في وقوع الحدث؛ كالإغماء، والنوم المسغرق، وزوال العقل، وفيما يأتي تفصيل نواقض الوضوء:
الخارج من السبيلين: فقد أجمع العلماء على أنّ كلّ ما يخرج من السبيلين؛ وهما مخرج البول والغائط يُعتبر ناقضاً للوضوء: كالبول، والغائط، والريح، والمني، والمذيّ، ودم الاستحاضة، واختلفوا فيما يخرج من البدن من غير السبيلين: كالقيء، والدم، والرعاف، والراجح أنّه لا يُبطل الوضوء، ولكن يُفضّل الوضوء بعدها، وقد ذكر الله تعالى نواقض الوضوء في قوله تعالى: (أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا)،[٢] والدليل على أنّ المذيّ من نواقض الوضوء، ما رواه البخاريّ في صحيحه من أنّ علي بن أبي طالبٍ -رضي الله عنه- قال: (كنتُ رجلًا مَذَّاءً، فأمَرتُ رجلًا أن يَسأَلَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، لمكانِ ابنتِه، فسأَل فقال : توضَّأْ واغسِلْ ذكَرَك)،[٦] وكذلك دم الاستحاضة؛ وهو دمٌ فاسدٌ، ولكنّه ليس كدم الحيض، وقد قال العلماء بأنّه ينقض الوضوء، والدليل ما روته فاطمة بنت أبي حبيش أنّها كانت تستحاض؛ فسألت النبيّ عليه الصّلاة والسّلام، فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إنّ دمَ الحيضِ أسودُ يعرفُ، فإذا كانَ ذلكَ فأمسكِي عن الصلاةِ، وإن كان الآخرُ فتوضئِي وصلّي، فإنما هو عرقٌ)،[٧] وكذلك الأمر بالنسبة للماء الذي ينزل من المرأة، فهو يوجب الوضوء على الرغم من أنّه طاهرٌ؛ لأنّه يخرج من السبيل، ودليل وجوب الوضوء في حال إخراج الريح، الحديث الذي يرويه أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (لا تُقبَلُ صَلاةُ مَن أَحدَث حتَّى يَتوضَّأَ)،[٨] مسّ الفرج: ويُعتبر مسّ الفرج من غير حائلٍ مبطلاً للوضوء؛ سواءً كان من الشخص نفسه أو من شخصٍ آخر، ومن الجدير بالذكر أنّ العلماء قد اختلفوا في إن كان يُشترط أن يكون المسّ بشهوةٍ حتى يُبطل الوضوء أم مجرد المس يُبطله، ويرى جمهور العلماء أنّ مجرد المسّ سواءً كان لشهوةٍ أو لغير شهوةٍ، وسواءً كان المسّ من ذكرٍ أو من أنثى؛ فإنّه مُبطلٌ للوضوء، والدليل على ذلك ما روته بسرة بنت صفوان -رضي الله عنها- أنّها سمعت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: (من مسّ فرجهُ فليتوضّأ وضوءهُ للصلاةِ)،[٩] وأمّا مسّ المرأة فليس من نواقض الوضوء، طالما لم ينزل أيّ سائلٍ. أركان الوضوء أركان الوضوء هي ما يبطل الوضوء بترك أحدها عمداً، والدليل عليها؛ الآية السادسة من سورة المائدة، وفيما يأتي بيانها:[١٠] غسل الوجه: يجب غسل الوجه كاملاً من الجبهة إلى أسفل اللحيين، ومن شحمة الأذن إلى شحمة الأذن الآخرى، ويشمل غسل الوجه المضمضة والاستنشاق. غسل اليدين إلى المرفقين: والمرفق هو المفصل الذي يقع بين العضد والساعد، ولا بُدّ من إدخال المرفق في الغسل. مسح الرأس: ويشمل مسح الرأس مسح الأذنين؛ لأنّ الأذنين من الرأس. غسل الرجلين إلى الكعبين. الترتيب: فيجب الترتيب في أركان الوضوء؛ لأنّ الله تعالى ذكرها في القرآن الكريم على الترتيب، ولم يرد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه توضأ من غير ترتيبٍ. الموالاة: يجب المتابعة في الوضوء بحيث ينتقل إلى العضو قبل أن يجفّ الذي قبله، والدليل على ذلك ما رواه الإمام مسلمٌ -رحمه الله- عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنّ رجلاً توضأ فترك موضع ظفرٍ على قدمه، فأبصره رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: ( ارجِعْ فأحسنْ وضوءَكَ).[١١] سنن الوضوء يُمكن تعريف سنن الوضوء بأنّها الأعمال التي يُثاب فاعلها، ولا يُبطل الوضوء تركها عمداً ولا سهواً، وسنن الوضوء هي:[١٢] التسمية عند البدء في الوضوء. استخدام السواك عند المضمضة أو عند بداية الوضوء. تخليل اللحية الكثيفة، والتخليل بين الأصابع. التكرار في الغسل مرتين أو ثلاث. تقديم الجهة اليمنى على اليسرى في الغسل. المبالغة في الاستنشاق والمضمضة لغير الصائم. الذكر في نهاية الوضوء.
Ещё видео!